4843113470535010492

نظرية الدماغ الأيمن والأيسر , نظرية خاطئة !

كثير منا قد سمع و قرأ أو لعب بألعابا محورها عن الدماغ الأيسر والايمن
أيهما تتمتلك قوته , بل انك تجد أشخاص يعتقدون انهم يستخدمون الجزء الأيسر من الدماغ أكثر من الايمن او العكس ,
 هذا ما يجعل الكثير يعتقد بصحة هذه النظرية ,  
ونظرا عما كنت تعتقده ستفاجأ ان قلت لك أن هذه النظرية مجرد خرافة لا أساس لها من الصحة...


خلال هذه التدوينة , ان كنت لا تعلم ما هي هذه النظرية فستعلم مفهومها , وكذالك الأصح منها..

أولا : ما هي نظرية الدماغ الأيسر والأيمن ؟؟

النظرية تقول على أن الدماغ بشكل عام ينقسم الى جزئين جزء أيمن وأيسر, وكل جزء يتحكم في أنواع مختلفة من التفكير
أي أن اختلافاتنا وميولاتنا مرتبط بالجزء الذي تستخدمه أكثر وتمرنه..على سبيل المثال , الشخص الذي يستخدم الجزء الأيسر من الدماغ يقال انه يتميز في التفكير المنطقي والتحليلي وموضوعي بينما يتميز الشخص الذي يستخدم الجزء الأيمن من الدماغ بأنه حدسي وعميق التفكير وغير موضوعي.

ثانيا : أنواع الأدمغة وأنشطتها

الشق الأيمن

وفقاً للنظرية نجد ان النصف الأيمن من الدماغ يكون أفضل في المهام الابداعية والتعبيرية, بعض القدرات المصحوبة بالجزء الأيمن من الدماغ تتضمن :


  1. التعرف على الوجوه
  2. التعبير عن المشاعر
  3. الموسيقى
  4. فهم وادراك المشاعر
  5. الألوان
  6. الصور
  7. الحدس وسرعة البديهة
  8. الإبداع


الشق الأيسر

النصف الأيسر من الدماغ وفقا للنظرية يعتبر ماهر في المهام التي تتضمن المنطق , اللغة والتفكير التحليلي, ويوصف الجزء الأيسر بتفوقة في القدرات التالية :


  1. اللغة
  2. المنطق
  3. التفكير النقدي
  4. الأرقام
  5. الإستنتاج














- ثالثا : سبب ظهور النظرية

ظهرت نظرية النصف الأيمن والأيسر من الدماغ باعمال Roger W. Sperry والتي حاز بها على جائزة نوبل في عام 1981، بينما كان يدرس ويبحث عن أثار داء الصرع , اكتشف روجر ان قطع الجِسْمُ الثَّفَنِيُّ او الجسم الجاسئcorpus collosum  والتي هي عبارة عن مجموعة من الألياف العصبية التي تربط نصفي الدماغ ببعضهما البعض , يمكن ان يقلل ويمنع نوبات الصرع.
 ففي بعض حالات الصرع الشديدة , وكحل أخير يلجأ الأطباء إلى قطع جزء كبير من نصف الدماغ الذي تبدأ منه نوبات الصرع ومع مرور الوقت يملأ السائل الدماغي ذلك الفراغ مرة اخرى وقد يلزم المريض سنة او اكثر إلى ان يتعافى ويصبح طبيعياً مرة اخرى وهذا ما يدفع العلماء ويدفعنا في الواقع للتساؤل عن فائدة النصف الذي تم استئصالة من البداية؟!

وكذالك ظهرت على المرضى اعراض اخرى بعد ان تم قطع خط الإتصال بين نصفي الدماغ (الأيمن والأيسر) . على سبيل المثال، وجد ان العديد من المرضى فقدوا قدرات على حساب كل جزء من الدماغ يتم معالجته, وبناءاً على هذه المعلومات والملاحظات استنتج روجر ان اللغة مثلاً يتم التحكم بها عن طريق نصف الدماغ الأيسر.

وفي منتصف القرن الثامن عشر اكتشف الطبيب Paul Broca منطقة أساسية في النصف الأيسر من الدماغ وذكر انها مسؤولة عن اللغة, فاي تلف او عبث في منطقة بروكا كما يطلق عليها اليوم سوف ينتج عنه شخص غير قادر على التحدث .
الأبحاث التي فندت النظرية

- رابعا : الصحيح من النظرية



أظهرت أبحاث ودراسات ان الدماغ ليس في الواقع جسم ثنائي كما يبدو(أيمن وأيسر) , ففي دراسة حديثة أظهرت ان قدرة الأنسان على القيام بانشطة معينة مثل الرياضيات تكون في أكفأ حالاتها عندما يستخدم نصفي الدماغ في نفس الوقت. اليوم يدرك علماء المخ والأعصاب جيداً ان نصفي الدماغ يعملان معاً لإنجاز العديد من المهام والوظائف وان كلاهما يتصلان ببعضهما البعض من خلال الجسم الجاسئ.

يقول "كارل زيمر" في مقال نشر في مجلة ديسكفري " بغض النظر عن درجة التخصصية الثنائية الموجودة في الدماغ فكلا نصفيه يعملان معاً وجنباً إلى جنب , نظرية النصف الأيمن والأيسر من الدماغ لا تعطي التصور الصحيح لعلاقة العمل الحميمية بين نصفي الدماغ , النصف الايسر من الدماغ متخصص في إلتقاط الأصوات التي تتشكل منها الكلمات وترجمتها للمعنى الحرفي المقابل لها على سبيل المثال , ولكن ليس لديه قدرة على المعالجة اللغوية..النصف الأيمن من الدماغ في الواقع أكثر حساسية وادراكاً للمشاعر التي تتضمنها وتحملها اللغة والكلمات.."

وكذالك في دراسة اخرى قام بها باحثون من جامعة يوتا , اكثر من 1000 مشارك تم تحليل ادمغتهم بغرض معرفة ما اذا كان احدهم يميل لإستخدام احد نصفي الدماغ اكثر من الأخر, كشفت الدراسة على أنه عندما يكون النشاط مرتفع في بعض مناطق مهمة من الدماغ فان كلا نصفي الدماغ يكونان متساويان من حيث النشاط في المتوسط.
ويقول الدكتور "جيف أندرسون " المشرف على الدراسة " أنه صحيح قطعاً ان بعض وظائف الدماغ تحدث في احد نصفي الدماغ دون الأخر, اللغة تحدث في الجزء الأيسر, والإنتباه والتركيز يحدث في الجزء الأيمن , ولكن الناس لا تصنف اجمالاً بحسب استخدام الجزء الأيسر أو الأيمن من الدماغ "

وتقول أحد الفرضيات ان التخصصية الوظيفية لنصفي الدماغ افضل من ان يكون نصفي الدماغ مجرد انعكاس لبعضهما البعض ويقومان بنفس الوظائف في نفس الوقت وعوضاً عن ذلك يمكن لأحد النصفين ان يقوم بوظيفة ما ليترك النصف الاخر للقيام بمهمة أخرى، عالمة الأحياء "Lesley Rogers" اختبرت هذه الفرضية على الدجاج، إذ يستخدم الدجاج النصف الأيسر من الدماغ للنقر والبحث عن البذور ويستخدم النصف الأيمن لمراقبة المفترسين، بعض الدجاج يتميز بتخصصية وظيفية في الدماغ اكثر من البعض الاخر وهناك طريقة بسيطة لزيادة تلك التخصصية الوظيفية من خلال تعريض جنين الدجاجة للضوء أثناء وجوده في البيضة، جنين الدجاج يتطور في الغالب وعينة اليسرى مطوية للداخل بينما تكون العين اليمنى معرضة للجزء الخارجي من قشرة البيضة، من خلال تعريض واثارة العين اليمنى بالضوء يمكن التأثير على تطور ونمو النصف الأيسر من الدماغ وليس الأيمن.

 قامت ليزلي وزملائها بتربية 27 من صغار الدجاج الذين تم تعريضهم للضوء و24 اخرين لم يتم تعريضهم للضوء، كل يوم يقوم الباحثون بوضع الفراخ الصغيرة في صندوق خاص به بذور وحصى مبعثرة على ارضيته وفي نفس الوقت يقوموا بتشتيت الفراخ بتمرير دمية على شكل صقر من فوق رؤوسهم ثم لاحظوا بعد ذلك كيف قدرة الفراخ الصغير على التمييز بين البذور والحصي وتوصلوا الى ان الفراخ التي تعرضت للضوء كان ادائها افضل من الاخرى، واستنتج الفريق من ذلك ان التخصصية الوظيفية الزائدة التي اكتسبتها الفراخ وفرت لها تعددية في المهام اذ اصبح بإمكانها استخدام كل عين بشكل منفصل وبكفاءة من اجل مراقبة الصقر والتمييز بين البذور والحصى.

- خامسا : ما نستنتجه مما سبق

علماء الأعصاب يعلمون جيداً ان نصفي الدماغ يعملون يداً بيد ويتصلان ببعضهما من خلال " الجسم الجاسئ " الذي ذكرناه ولكن طريقة التعاون التي تتم بينهما هي التي لا نعلمها تماماً, ربما تتبادل الأجزاء المتشابهة الادوار فيما بينهما ليسيطر احدهما فترة قم يسيطر الجزء الأخر كما يحدث في بعض الحيوانات مثل الدلافين مثلاً التي تستخدم هذه التقنية من اجل النوم والسباحة في نفس الوقت بعض العصافير تستخدم نفس الاستراتيجية من اجل الغناء ويعمل نصفي دماغها بالتبادل من اجل التحكم في الرئتين اثناء الغناء اذ يتحكم كل نصف منهما لأجزاء بسيطة من الثانية ليستلم النصف الثاني التحكم.

ولكن الذي يثير الدهشة والتعجب قدرة الدماغ على العمل بنصف دماغ واحد فقط , بعد ان يتم اجبار احد نصفي الدماغ على استلازم زمام الامور بمفردة بعد استئصال النصف الأخر يبدأ في مد خطوط اتصال جديدة واعادة بناء نفسه بحيث يمكنه التحكم الكامل في الجسم , في الواقع نصفي الدماغ يمكن ان يتسببا في مشاكل اكثر من نصف واحد لو كانت هناك صعوبة في الإتصال بينهما وهناك بعض علماء الاعصاب الذي ربطوا بين اضطرابات نفسية مثل عسر القراءة او امراض شديدة مثل ألزهايمر بمشاكل الإتصال بين النصف الأيسر والأيمن من الدماغ.

 أخيرا 

مجموعة من الباحثون والدراسات أثبتت بالفعل ان نظرية النصف الأيمن والأيسر من الدماغ , والفصل بينهما مجرد حقيقة خاطئة , والمشكل في ذلك أنه لازالت هذه النظرية متداولة في عصرنا وتحظى بشعبية كبيرة بين الناس والوسائل الإعلامية ,ومعظم الناس لا يدركون ان هذه النظرية متجاوزة وأصبحت خاطئة .

 المشكل الأعظم أن يدرس ويظن الطلاب أن هذه النظرية صحيحة , ويؤمنون بتلك الأختبارات على الانترنت (والتي الغرض منها تحديد ما اذا كنت تستخدم الجزء الأيمين او الأيسر من دماغك)

ما يجب عليك

يجب أن تعلم انك إذا تعرضت لأحد اختبارات تحديد ما اذا كنت تستخم النصف الأيمن او الأيسر من دماغك على الانترنت هو ان تعتبرها للترفيه ولا يجب عليك أن تربط نتائجها  وتعتمد عليها بما تملكه في دماغك...

اذا أعجبك الموضوع قم بتقييمه بتعليق ومشاركته مع أصدقائك
بالضغط على هذه الأيقونات في الأسفل
  1. التدوينة التالية
  2. التدوينة السابقة
    تعليقات الموقع
    تعليقات فيسبوك
جارى التحميل ...

مواضيع مميزة

أفضل مواضيع هذا الأسبوع

أفضل مواضيع هذا الشهر

عن التدوينة

التدوينة وضعت لأساس نشر المعلومات المفيدة والتي قد لا يعلمها كثير من الناس , وذالك عن طريق مجموعة من الوسائل ةالتي منها الفيديوهات , الصور مقالات الى غيره من الأمور الأخرى